نكذب في كل مرة يذهب الشهداء الى موتهم يتركون خلفهم دموعا و حسرات تتحول الى أغاني قصائد يلوحون لنا من بعيد نتقدم بدورنا ايضا كل يوم نحو موتنا أكثر نبتسم ... نعشق ... نبكي كثيرا لأجل خساراتنا في الحب نقسم أن نعتني بصحتنا... نقلع عن التدخين.. نمارس الرياضة او الرقص و ان لا نحتسي النبيذ الا ... مجازا شعريا و نكذب كما في كل مرة
نجمع صورنا الجميلة قبل ان يزخف الزمن ويشوه وجوهنا نخلد حياتنا القصيرة في ألبومات ستمحوها كبسة زر صغيرة لننتهي بموت ليس مؤكد أبدا أننا سنكون فيه شهداء.
لا اشبه أحدا...
أحببت مرات كثيرة بكيت كثيرا بعد كل فشل أقسمت ان لا أكرر التجربة و كررت
فتحت قلبي على مصرعيه خذلوني انشغلت بترميم جراحي فخذلتهم
في كل مرة استسلمت فيها لنداء الجسد كنت اعرف أني افعل ذلك نكاية في الحب و كان الحب يسخر مني
صنعت من وهمي حبيبا كان اشبه بقشة في العاصفة سقطنا معا
كلما سلكت طريقا عادت بي الريح الى الخلف خطوات أسقط خفيفة مثل اوراق الشجر و أذهب سعيدة الى وحدتي
لست غاضبة من العاصفة و لا حتى من الشتاء لا أحد يحمل وزر أخطائنا عنا
حين أختلي بنفسي مساء اخبرها انه من حقها ان تغضب مني أسمح لها بالبكاء لكن بعد إطفاء النور أحب أن أحتمي بالعتمة الأشياء أوضح دائما في الظلام
اضحك خلسة من الصور التى تتدافع في ذاكرتي اخلط بينها و بين احلام اليقظة شطحات الخيال الشاهقة و أفكر اني هكذا وحيدة جدا لأني واضحة مع العالم
أعرف أني لن أتغير مطلقا سأحافظ على أدق التفاصيل التى تصنع بؤسي العاطفي لا احساس بالذنب لدى و انا جالسة أمام المرآة فقط هذه التجاعيد اللعينة في وجهي تزعجني
أنهض متثاقلة بعد كل علاقة حب أحس أن وزني ازداد بشكل سريع و أصاب الترهل بعض أجزاء جسدي
كذبت على بعض الأصدقاء حين قلت أني أحبهم كذبت على عشاق قدامى أيضا حين قلت انهم الآن اصدقاء فقط و كذبت حين قلت اني أنتظر الحب لأني ببساطة لا اعرف ماذا أنتظر
لم اكتب لان الكتابة قدر كتبت حتى اخرس صوت ذاكرتي على الورق حتى ابدو اجمل و حتى اقفز على الوجع
لا تتوقعوا مني الكثير لأني لم أعد أبالي بشئ فقط اسمحوا لي بأن لا أشبه أحدا حتى نفسي.
قررت أن أغير المشهد
بالأمس كان هنا يشبه ذكرياتي عنه لم يكن حقيقيا كما رسمته في خيالي بدأت ملامحه تتسرب من شقوق ذاكرتي لكني عرفته من مشيته كان يتحرك داخل غرفتي يستعمل أثاثي حتى انه غيٌر مكان الكرسي الهزاز احتل مكتبي و جلس يكتب كنت أعاتبه على الغياب اكرر أني لا أريده في بيتي، غرفتي ، عالمي كان يتحرك في صمت داخل مساحة الظل يخفي وجهه عني يعطيني ظهره لم أكن أرغب في حضوره لكني عجزت عن طرده
يعج رأسي بأفكار كثيرة أغلبها لا منطقية تشبه رقص البهلوانات حبل رفيع جدا أمشي عليه أتعثر ، أسقط ، أنهض يحدث كل هذا في الواقع ايضا داخل كابوس ليلي متكرر يبدأ بالأبيض والأسود ينتهي بالألوان ألوان فاقعة و وقحة جدا تحول الصباح الى مهرجان بائس يفوح برائحة الماضي
لكنه أمس كان هنا و ازعجني حضوره كان اقتحاما لم أرتب دفاعتي لمواجهته كنت أدور حوله و أتجنب لمسه لا اريد التورط في رائحته و صوته
فوق الجسر كنت وحدي أجر جسدي الثقيل أحاول إنقاذه من التداعي مغنطيس قوي يجذبني نحو السقوط تعلق رجلي اليسرى اولا ثم اليمنى في حفرة ضيقة شيء ما يسحبني بقوة نحو الأسفل إنه نهر أسود عظيم يشبه نهر النيل و انا التى لا تخاف شيئا قدر خوفها الأنهار
احرك شفتيٌ همسا كنت اردد اغنية لا أذكر تفاصيلها لكني اعرف انها أغنية عراقية لماذا تذكرتها و انا اتدحرج ، انحني ، أقع ، أنسحب " على جسر بغداد كنا عشرة واحد حبيب الروح و التسعة..." تضيع بقية الكلمات تغيب الرؤية أوشك على الاندثار لكن شيخا موشحا يالبياض من العدم انبثق جرني في عتمة الغروب التقطني مضى يحملني الشيخ ، النهر المخيف و الجسر القديم رؤية ، منام ، كابوس أم أن ظله في غرفتي هو من صنع كل هذا الألم
من أنا ، شخوص متداخلة ذات متوحدة مع خيالها تركت بطلة روايتي معلقة في أحد أزقة العاصمة تونس كلما نزلت الى شارع بورقيبة طاردني طيفها مثل ظلي تعبت منها و من حكايتها التى لا تنتهي تتقاطع خطواتنا كثيرا في الآونة الأخيرة إنها تكبلني لا أكاد افصل بين عالمي و عواملها المتشظية
هو أيضا حكاياته تقتحم يومي تسيج روحي تخنق مناماتي تعبت من أثره في دمي لماذا تركت الشيخ يسحبني من الجسر نحو الحياة مللت في كل مرة من إعادة كتابة فصول إضافية في حياتي فصول تفوح منها رائحة جثث الماضي تقفز مثل سلاحف النينجا في كل إتجاه
قررت ان أغير المشهد كما يغير شاعر بناء قصيدته اقتربت من الكرسي الهزاز دفعته بكل قوة هززته بعنف أردته ان يسقط عن كاهل قلبي في المرآة المقابلة كنت أراني جالسة على الكرسي وحدي اتحرك للأمام ثم للخلف بإيقاع رتيب كنت أفكر فيه و أكتب القصيدة من داخل الكابوس.
أخاف أن أحب
أشمرُ ساعدَ قلبي، أبحر عميقاً داخلي أشتاق لك كثيراً لكني مثل كل النساء أعالج الشوق بالأغنيات أخترع أحجيات لقلبي حتى ينسى الطريق البيت و اسمكَ كنت أصلي مثل العجائز الكثير من الإيمان قليل جداً من الانضباط في الحركات أفكر أكثر في الموت أقل في الحياة أبتهل بصدق لله حتى لا أقع في الحب مجدداً متحايلةً على حكمته العادلة في محاولات لا تنتهي لإقناعه إن قلبي أصبح أشبه بنهر جاف لكنه في كل مرة يرسل المطر فيحدثُ الفيضان! أخاف أن أحب أن أرمي ثقل قلبي كله على رجل ينتعل قلبه مثل حذاء قديم لم أعد أملك القدرة على فعل ذلك ! لم أعرف في حياتي عشاقا حقيقين كأرجل صلبة لذلك كنت أعرج بإستمرار! أوحي بأنني أرقص لكني في الحقيقة كنت أستعير أقداماً زائفةً لعشاق مغمورين لست مسؤولة عن خراب العالم لكني تكفلت بتخريب قلبي و الآن أعيد كتابته على شكل قصائد لا يقرؤها إلا المهزومون حباً مثلي
الايام شهوتنا المؤجلة
أحببت قبلك ارتجفت كثيرا كان جميلا و كنت أحتاج حبه
..........................................
أنا و أنت إسم للغياب نعاتب التاريخ نلعن الجغرافيا ننسى أننا صدفة حياة كذبة في سياق الحاضر
..........................................
هذا العالم فقد جدواه من نحن غضب الشوارع جوع الشعوب ثورة قتيلة حرب لا تشبع من دماء أبنائها فلماذا تغضب من نفسك تخجل من قلبك و عجزك عن الحب
..........................................
حملنا انكساراتنا أعواما و ما تجاوزنا جراحنا العميقة ما طلع صباح إلا و نار الحزن مشتعلة لا تخمد الأيام شهوتنا المؤجلة ..........................................
تعصف الرياح في قلبي و الريح منك فكيف تلجمها و ما لك من سلاح كلما التقينا إلا الريح و النار.
الشاعرة التونسيّة المتألقة ريم قمري
Comments