افيق كمدمن... قصيدة للشاعرة المتميّزة التونسيّة (القليبية) سلوى قلعي

لم يشبع مني النوم ولا انا من الراضين..

اهرش كتلة الأسلاك فوق راسي ..كانت البارحة "كوب كاريه"

وراء الرقبة..فوق الأذن اليمنى..

اففف..الناصية مركز الأحلام..

لكن..لا أحلام لي..

ما عساي افعل بها ؟

لتنبت عليها كل يوم غرة كما المهاري ؟

لست مهرة ..لكني

حرف حر وسيء المزاج قليلا..

كثيرا ربما..

*******

من قال انه يجب أن اغتسل كل صباح ؟

هل يجب حقا ان افعل ذلك ؟وانا التي نام الليل في حضنها..

وصنعت من الغيم بركة عود وعنبر ؟

وشكت من نجمات منتصف الصبح مشطا..

ومن الندى سكبت حلما وشلال قصائد ؟

*******

سانزل من فراشي بي...

راسي المخروبة اولا..فتزحف منها كل الكوابيس إلى الأرض.. علها تغفر خطايا المارقين القابعين فيها

والشحاذين..

والمعذبين..

والعاشقين / المنكسرين..

والكذابين..

وكل الذين ادعوا انهم ينسون دائما من اختاروا الرحيل..

والمتمردين..

ومجانين النص

والسكارى..

والخائفين على وطن..

والذين يفكرون بلا انقطاع..

والذين تهربهم الذاكرة في مراب الحديقة الخلفي..

مع الكلمات والعلب والاواني القديمة..

ومنصات التبن الشبق..

والأفلام الطويلة ..

والشهداء..نعم يسكن راسي الصغيرة شهداء كثر..

لم اعرفهم..لكني افكر فيهم دائما..

واحب ان يخرجوا..

فادلى راسي اولا ليتحرروا إلى جناتهم والنعيم..

*******

امشي على كفوفي إلى المراة..

صباح الخير ايها العنكبوت الشقي..

هيا خذ لعابك وارحل..فهذا البراح لي..

والصباح لي..

والخيوط المنفلتتة من دماغي الحرة..لي..

********

قبلت الحنفية من فمها..

لا أحد يراقب همجيتي..

ربما بعض الدببة المطبوعةعلى بيجاما الساتان..

نعم،لذلك هي تضحك طوال الوقت..

او..بعض الازرار..

الزر الثاني في الثقب الأول..

وجورب للساق اليسرى فحسب..

وهذا السروال على منتصف الخاصرة اسحبه للأعلى بيد واحدة..

انها أناقة النوم..

*******

في نهاية الروتين اليومي

اقبل المراة ايضا

واهمس لها بقعة من اكسيد الكربون..تخبئه رئتي للاوجاع القديمة..

ارسم عليه قلبا مائلا..

احبكم ايها اللاجئون الموزعون في دمي .