___كنا قلائل.. ثم كان النحل ___
كنا قلائل..
وكان الكون مثل عرجون قديم..
وكان الخلق يستسلمون للدّعة..
والأفراح..
وكان إبليس حكيم ..
ثم كان الحزن
لما بواديهم نزل فتى
موكبه من نار
و مركوبه شرّ ظليم.
صباحا،
يتمنطق الطفل بحيّات
ويطلق كواسره على الأحياء .
يُخلي أعشاش الأطيار..
يكسر بيضها..
يخنق الفراخ..
ويشرب في جماجم الحجل والحمام.
مساء،
يعود الفتى المزروع بين طمأنينة الخلق
إلى المضارب ..
لسانه النّاري يميط كل جميل..
وبوطه العسكري يفتّت الزهر ..
يفسد الزرع..
ينغرز مثل خازوق في حيّ
فيغور الماء
يجفّ الضّرع..
ويسود ليل زنيم.
يمضي الطفل ليله يراقص الغيلان..
يؤلّبها على ما كان
وما سيكون..
يفسح لها في البر والبحر
يدعو العصاة إلى الصلاة ..
يباركهم..
ثم يدعو بصبايا قانتات
ليتلّهنّ لليمين.
فيسبّح خلفه كل البغاة
يحتفلون بإفساد ما أصلح الله..
بينما يراقب نجم حركاتهم ..
وهو كظيم.
ثم كان النحل..
تغلي السماء..
ترسل زعابيبها على الكون الذي عفّرته سلالات الفتى..
تنبت زهرة .
تتجمّل الغابات.
ينسدل شعر الصبايا الميتات.
تورق الدنيا .
يرسل النجم الحزين شهابا..
يحترق الظليم
ينطفئ الفتى..
تمرق الحيتان من اللّج مسبّحة.
تنقّط الفراشات الدّنى..
تجيء الخطاطيف من كل فجّ..
تتنفتح دلاء السماء.
تحطّ النحلة على الزهرة..
يتناغيان قليلا..
تنقدح بسمات ..
يعمّ الضياء.
*** ***
__الأحد 21 جويلية 2019_
عمار عوني.
Comments