top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

ابن الزّارات الذي أَقسم على انتصار الشّمسِ، مختار اللغماني في نادي الشعر باتحاد الكتاب التونسيين


... ابن الزّارات الذي أَقسم على انتصار الشّمسِ، وَ لا يَزالُ : تجديدُ ذكرى الشّاعر الرّاحل

( مختار اللّغماني) في نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين) .....

كانت اُمسية نادي الشّعر يوم الجمعة المُنقضي 27 فيفري 2021 مُناسبة لتجديد ذكرى واحد من من أبرز الشّعراء الطّليعيّين في بلادنا في سبعينيّات القرن الماضي ، و نعني الشّاعر المغدور به و بشبابه ( مختار اللّغماني) صاحب ديوان ( اقسمتُ على انتصار الشّمس) و الذي مرّت على وفاته اربع و اربعون سنة منذ رحيله في عزّ شبابه سنة 1977...


و قد وجدنا في ابنيْ الزّارات : المُبدعيْن ( المختار المختاري) و ( نادية الأحولي) خير من يُقرّب اسم الفقيد و صورته و منزلته الإبداعيّة لأعضاء نادي الشّعر َو روّاده ، و خاصّة منهم اولئك الذين وُلدوا في فترة متأخْرة كثيرا عن المرحلة التي لمع فيها اسم شاعرنا الفقيد....

و إذ كانت البداية مع مُحاضرة صديقنا الشّاعر ( المختار المختاري) فقد استهلّ حديثه بنقل تحيّة الاستاذ ( عبد العزيز اللّغماني) اخي الفقيد، و التي شكر فيها الحاضرين واتّحاد الكتّاب التّونسيّين على هذه اللّفتة الكريمة للشّاعر الرّاحل و التّعريف باثره في الإبداع التّونسيّ... ثمّ تخلّص الأستاذ ( المختاري) إلى رصد مكانة صاحب ( اقسمْتُ على انتصار السّمس) شاعرا و مناضلا بالكلمة منذ كان يافعا في الزّارات قبل ان ينتقل إلى العاصمة لمواصلة دراسته الجامعيّة... كما رصد ( المختاري) اهمّيّة الفقيد شاعرا من خلال استحضار آراء اصدقائه و مُجايليه من الأدباء و النّقّاد و المفكّرين ( احمد حا ذق العرف، و، هشام بو قمرة، و، عبد الحميد خريّف...) دون ان ينسى الإحاطة بانشطة الفقيد الادبيّة النّضاليّة حيث بعث نواديَ عديدة و شارك في الإ شراف على أخرى...

و إذ تخلّص الشّاعر ( المختاري) إلى مُقاربة مسيرة ( اللّغماني) الشّعريّة فقد سجّل مواكبته كلّ التّحوّلات الاجتماعيّة و السياسيّة و الاقتصاديّة و الثّقافيّة في بلادنا ممّا اهّله لكي يكون واعيا بمفهوم الشّعر في مرحلته تلك ، فهو القائل ( إنّ الشّعر لا يبيعه بائع و لا يشتريه زبون). امّا المراحل التي قطعها شعر فقيدنا، على صغر سنّه ، فهي كانت، كما قال الأستاذ ( المختاري) لافتة كمّا و نوعا، فهي ثلاث :

1) البدايات

2) البحث عن ذاته الشّعريّة

3) انتصاره للقصيدة الطّليعيّة

و عبر هذه المراحل الثّلاث ظلّ صوته يُصقلُ حتّى اكتسب طابعُ قصائده الفنّيّ خصوصيّته، فإضافة إلى انحيازه لقصيدة الوزن الخارجيّ، و خاصّة منها قصيدة التّفعيلة فإنّ معمار قصيدته جمع بين القصيدة الطّويلة نسبيّا و القصيدة الومضة... كما اوضح المتدخّل ( المختاري) انّ هذه التّجربة الشّعريّة لفقيدنا ظلّت تتطوّر من خلال نشره لقصائده في جريدتي ( العمل) و ( الصّباح) ، كما من خلال مشاركاته بها في برنامج ( هو اة الادب) الذي كانت تبثّه الإذاعة التّونسيّة... و إذ استقرّ (المختار اللّغماني) في العاصمة إثر نجاحه في امتحان الباكلوريا فقد انخرط في ( حركة الطّليعة) التي كانت تتسيّد السّاحة الادبيّة و الإبداعيّة عامّة آنذاك ، وكان له فيها حضور لا فت من خلال قصائد تتنكّب الوزن الخارجيّ لتجترح إيقاعا داخليّا أسوة بما ابتدعه آنذاك جماعة ( غبر العمودي و الحرّ) في بلادنا ( الطاهر الهمّامي ، و الحبيب الزّنّاد ، و فضيلة الشّابّي...). و قد نجح المحاضر ( المختاري) في تببان القلق الفنّيّ الخلّاق الذي كان يُكابده آنذاك الشّاعر الخالد ( مختار اللّغماني) في اعتماده ما يمكن اعتباره تجريبا لاكثر من نهج في الكتابة السّعريّة، ناهيك انّه لم ير مانعا من ان يكتب، هو الطّليعيّ المجدّد، قصيدة عموديّة كاسبا بذلك التّحدّي الذي رفعه في وجهه التقليديون متّهمين الطليعيين بكون عجزهم عن كتابة القصيد العموديّ هو الذي فرض عليهم ان يتوخّوا طريقة مغايرة في الكتابة خارج الاوزان الخليليّة... و الذي يظلّ سمة مميّزة في إبداع الشاعر ( مختار اللّغماني) ، كما بيّن الأستاذ ( المختاري) هو محافظته على التزام مخصوص راق يجمع بين إنسانيّة المضمون و سموّ الفنّ ، إنْ باجتراحه إيقاعا غنيّا مؤثّرا او بتخيّره الفاظا و عبارات سلسة و مانوسة يستطيبها السّمع و تالفها الرّوح... إثر هذه المُداخلة الثّريّة و المكنوزة بالمعارف و المعلومات المهمّة عن ( اللّغماني) شاعرا و إنسانا ، و التي اضطررنا إلى تلخيصها هنا تلخيصا مُجحفا بسبب ضيق المجال، اُحيلت الكلمة إلى المحاضِرة الثانية الأستاذة المبدعة ( نادية الأحولي) فكان ان اختارت الإطلالة على عالم شاعرنا الفقيد من خلال تحليل مطوّلته ( حفريّات في جسد عربيّ) فقراتها كاملة على اسماع الحاضرين قبل ان تركّز اهتمامها لاحقا على الإحساس بالوجع و الغبن اللذين ينتظمان صوت الذّات الشّاعرة في هذه القصيدة الخالدة، و رات الأستاذة ( نادية) انّ صوت ( اللّغماني) هنا هو صوت كلّ عربيّ مقهور، ذلك انّ شاعرنا لم يبق حبيس وجعه الشّخصيّ نتيجة آلام المرض التي لازمته منذ الصّغر، بل إنّه واءم ببن وجع الذّات الفرديّة و وجع الذات الجمعيّة تونسيّا و عربيّا و كونيّا ، كما قالت المتدخّلة الاستاذة ( نادية) ، فاخترقت معاني الألم معجم قصيدته هذه... و لانّ ااشّاعر الفقيد يبدو في مطوّلته هذه موجوعا من استشعاره الغربة فقد آخت ( نادية) بينه و بين ( أبي ذرّ الغفّاري) قديما ، كما آخت بين شاعرنا ( اللّغماني) و الفلسطيني الراحل ( محمود درويش)، خاصّة في قصيدته ( سجّل انا عربي)....

لقد احسنت الاستاذة ( نادية الأحولي) صُنعا عندما اهتمّت بدراسة قصيدة واحدة، هي قصيدة محوريّة في شعر ( مختار اللّغماني) دراسة فنّيّة، لأنّ مجهودها هذا و رد منسجما مع مجهود المحاضر الاوّل ( المختاري) الذي ركّز في اغلب المواطن من دراسته على الجانب التاريخيّ و السّيريّ المتعلّق بشاعرنا الخالد ( مختار اللّغماني)....

و كان مسكُ الختام في هذه الأمسية مع فيض من التّدخلات عبّرت جميعها عن تنويهها بالمجهود الذي بذله المحاضران من اجل تقريب الحاضرين من إرث فقيدنا الإبداعيّ، و لا شكّ انّ روح الشاعر اامغدور به نتيجة الإهمال، ايّام مرضه، كانت تحوم حولنا طيلة الساعات الثلاث التي كنّا نقارب فيها شعره الجميل و سيرته العطرة.

رحم الله الشاعر ( مختار اللغماني) و طيّب ذكراه.

.......... عبد العزيز الحاجّي...........

*تسجيل فيديو لمجريات الجلسة: https://www.youtube.com/watch?v=rTs7uBnF6B8&t=4175s


11 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page