هذا ما كتبه لك وعنك المناضل الأبيّ محمّد الحبيب مرسيط :
ماذا أقول لك يا لينا؟ وأنت الحاضرة بالغياب... وماذا أقول عنك بعد ما قاله وكتبه عنك الأهل والأحبّة ورفاق دربك والأصدقاء؟.. ومن أين للكلمات أن تنصفك يا أجمل الزّهرات وأنبل الصّبايا,أو لم يقل الشّاعر أنّ الصّمت وحده أعظم من كلّ الكلمات؟
ماذا أقول عنك وأنت الصّبر و الجلد في معاناتك للوجع والمرض وأنت العناد والتحدّي في صلب العتمة والألم,,,بسمتك الحزينة تواري دمعتك الدّفينة فتحوّلين آهاتك نداء إصرار وإرادة غلبة,,, تواسين الآخرين وأنت الجريحة المكلومة...وتقفين مع كلّ الضّحايا وأنت الضّحيّة الأولى...تنشرين النّور في قلب الزّوايا المظلمة،في قلب الزّنازين وفي السّجون...وفي المشافي وفي مساكن الجوع والفقر والأنين كنت بلسم المعذّبين وملائكة الرّحمة لكلّ الموجوعين.
غارت منك الشّرور والبربريّة فسقتك كأس الموت وأنت في عمر الورود... لكنّك عصيّة حتّى على الموت...فالجنود القدامى لا يموتون...فما مات سبارتاكوس وما ماتت جان دارك ولا لويز ميشال ولا جون مولان ولا غاندي ولا تشي غيفارا... وأنت يا عزيزتنا لينا من طينة هؤلاء الرّجال والنّساء الخالدين الّذين لا يموتون.
أرض تونس كريمة معطاء.وعلى مرّ الأزمنة والعصور وتاريخنا مرصّع بالنّجوم والأقمار من النّساء الخالدات... ألسنا أبناء علّيسةمؤسّسة قرطاج وأنت ،يا لينا، حفيدتها...وأنت أيضا سليلة البطلة البربريّة الفذّة : الكاهنة... وجمالك يتماهى مع جمال الجازية الهلالية مخمليّة الشّعر...ولك من قداسة السّيّدة المنّوبيّةإرث كبير...كما لك من علم وعلوّ نفس عزيزة عثمانة دماء زكيّة تجري في عروقك...أنت مفخرة لنا ،يا لينا، ومفخرة لكلّ أحرار الكون... وستبقى ذكراك العطرة حيّة أبد الدّهر.
لينا حيّةفينا.
وسلام عليك يوم ولدت
وسلام عليك يوم فارقتنا
وسلام عليك يوم نلتقي.
(جوان 2021)
Comments