top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

"إبر الظلم" للشاعر الليبي هود الأماني


ليسَ أنتُم -بلِ الزَّمانُ- اليَتَامى

فلتغنّوا لَه إلى أنْ يَنَاما

أطفِئوها جِراحَكمْ؛ فأنينٌ

واحدُ اللّيل قد يَنزُّ ارتِطاما

ها هُوَ الآنَ فاقدٌ مقلتيه

وأذى عيْنِه يَقُولُ: تَعامَى

لمْ وَلن تَكبِروا؛ فمَن قَبلَكم لنْ

يَرْتَضِي للْكلامِ رَجْعَ النَّدامى

إنَّني بَيْنَكم وبينَ أُناسٍ

صادَروا البَحرَ مِن يَدِي والغَمَاما

أبْدَلُوني بالكفِّ نابًا، وبالضَّوْءِ

انكِسارًا، وبالأسَاطِيرِ سَاما

حَاصَرُوني، لم يَذْبَحُونِي، وَلَكِنْ

أَوْدَعُوا في فُؤاديَ الألغاما

أيُّ بَرْدٍ هَذَا؟ وأيّ زَمانٍ

يَخدَعُ اللَّيْلَ؟ ينصبُ اللَّا خِياما؟

إنّ حَبْلا للوَقْتِ يَلتَفُّ حَوْلَ العُنْقِ

ما كانَ يَحْبسُ الأنغاما

مَنْ سِوَاكُم لَوْ جَاعَ يَأْكٌلُ حَرْفًا؟

أو إذا جفَّ يَشْرَبُ الأقْلامَا؟

تُصْبِح الرُّوحُ -كُلَّمَا ثَقَبَتْهَا

إِبَرُ الظُّلْمَ- نايَ حُزْنِ الخزامى

أيها اللّا شَبابُ، فِي أَعيُن الغَيْرِ

سَتَبْقَوْنَ دَائِمًا أقْزاما

لا تَنَامُوا صِغَارَنَا؛ إنَّ قَوْمًا

شُغلُهم أنْ يُذبِّحُوا الأحلامَا

حَيثُ أنتُم مِن الطُّفولةِ أدنى

قُبْلةً وابْتِسَامَةً وَكَلامَا

أنتُم الحُبُّ، حِينَ سِرتُم على الأرضِ

حصى الأرضِ كادَ يَغْدو سَلامَا

8 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page