أيها الحبّ السّاكن في تجاويف الأقدار
أيّها الهائم في الشّريان
حطّ على جناح الظّلام تشتعل فتائل وتختفي آثام
اعزف على أوتار الرّبيع لحنا شذيّ الهوى
داعب الجبال تشعّ أنواراها
تضيء دار اليتيم
تنسج من أصابع الشّمس لقلوب العاشقين بساطا
من ساعات النّهار مراكب للأمان
أيّها الحبّ امتط أجنحة الزّمان
سافر عبر الأمصار غنِّ عذب الألحان
تغنّى بالأماني العذاب.. بسحر الحبيب ولذّة الإنتظار
سطّر على خدّ الأيّام شهادة إنتصار
ما ظلّ في المدينة إلّا الغربان
تكتب بالسّواد على الحيطان
تدعو لوأد الأحلام
للبكاء تحت الأطلال
أيّها الحبّ وارفة أغصانك كأجنحة السّلام
كزغرودة تمزّق ضجر المساء
كڨيتارة تعزف للأفراح
كخد عذراء يفوح حياء
أيّها الحبّ هيّمني الهوى
أنبت للفؤاد أجنحة تحوم في المدينة
تبحث عن نجم هطل ذكراه فدمعت المُقل
أيّها الحبّ شكّلني بأصابعك حمامة سلام
فوق صومعة المدينة اتّخذ مقاما
أمحو بريشة الأيّام دمعة العليل
أرسم بسمة اليتيم وأدعو الزّمان يجود بالأمان
أيّها الحبّ هبني للحبيب هديّة الميلاد
تستحيل أرضنا جمرا ونارا
أيّها الحبّ كالبحر أمواجك
كليالي المدينة امتزجت بك وبالقمر
كليلة شاعر عانق القلم
نام هادئ الفؤاد وما علم أنّ القلم ألم
أيّها الحبّ تعال نمدّ أكفّنا ينبت الأقحوان في الشّريان
تزيّن شقائق النّعمان خدود العذارى
أيّها الحبّ اسقني خمرة العشّاق
ابسط جناحيْك كالغمام
كأغصان الياسمين تعانق الأسوار
تنمو فتفترش الأرض والغمام
تهب ظلّها للكادحين الشّرفاء
وأهب خافقي لموسم خصيب
يدرّ الخير فيرتوي الشّجر
يحنّ الأليف إلى أليفه
وأحنّ إليك أيّها الحبّ حنين الأرض للمطر
نعيمة المديوني
Comments