top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

أيا سهولا زارها الحِمام واستوطن قصيدة للشاعرة التونسية المتألقة نعيمة المديوني


أيا سهولا زارها الحِمام واستوطن اقتلع من الأوتار فرحتها جثا على الأديم وركع يصلّي على الجثامين وما رحم قلوبا مزّق الحزن أوصالها جار الزّمان وتعنّت وهَب الأسى بسخاء وما خجل هذه الرّبى تنوح احتضارها حلتّ بها شياطين الموت ماجنة ...... يا صبرا هلاّ دثّرتني أنسى بك لوعتي ولو لبضع ساعة لفنّي الشّجن وما داريْت قهري ذرفت الدّمع الغزير تبلّلت مناديلي غاصت في الوحل

هجرني الكرى يوم صُلبت أحلامنا وهبنا أقداح الشّقاء بمذّلة سالت أفواهها قِربا حلّت الشّياطين وعبثت شهرت رماحها ...... كسنا القهر لامعة ...... يا مدامعي طهّري قلوبنا كزمزم تلك البراعم زانها حبّ الحياة انقضّت عليها براثن الموت ولم ترحم نواح أمّ خاطت فستانها تتزيّن به ليوم فرح

التحفت المآقي الأسود دنت من الثرى تنبش حبيبا كفّنه النّسيان للأبد ضمّه ضمّة اهتزّلت لهولها الجبال خرّت صخورها كالحِمم زلزلت الأرض زلزالها وغدت هباء ومرْجل استيقظت المواجع مولولة أ جادت الأقدار بالكبد وهبتها لشياطين الموت عربون محبّة ؟ زهر البنفسج عطّر الرّوابي رفض المكوث بين الحفر لبّى دعوة الرّحمان ولم يزل زينة المدائن ومفخرة الأودية

أيا حِماما من دلّك على ربوعنا ؟ جئتنا متمرّدا ..... جرّدتنا من أحلامنا في الفؤاد زرعناها بنفسجا ....... لمَ القسوة ؟ تهاطلت المحن ...... زفَفْت العذراء الى سفّاحها سقاها خمرة الموت مُنشرحا أوثق عودها كبّل ثغرها استلّ سيفه روى ضمأه

ثعلب في الوادي القريب نصب خيمة تعرّى وعن أنيابه الصّدئة كشّر ..... كالنّسر مخالبه دامية أيّ ذنب اقترف أبناؤنا نُثرت على المُرج أحلامهم غدت باكية ..... مزّقت صبرنا غدوْنا عراة والعري في الأوطان عهر ومذلّة

نعيمة المديوني

15 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page