top of page
Search

أنطونيو غرامشي | من رسائلِ السّجن ( روما - ٢٠ نوفمبر - ١٩٢٦ ) أمّي الحبيبة

  • Writer: asmourajaat2016
    asmourajaat2016
  • Jul 31, 2019
  • 1 min read


فكَّرتُ فيكِ كثيراً هذه الأيام ، فكّرتُ في الحزنِ الجديد الذي سببتهُ لكِ ، وأنتِ في مثلِ هذا العمر وبعدَ كلِّ الأحزانِ التي عشتيها ، يجب أن تكوني قويةً مثلي ، رغم كل شيء ، فلتسامحيني بحنانِ حبِّكِ الهائل وطيبتكِ

عندما سأدركُ قوَّتكِ و جلَدكِ في الأوجاعِ ؛ ستصبحُ لديًّ ذريعةً لقوَّةٍ زائدةٍ ، فكِّري في هذا . حينما تكتبين لي على العنوانِ الذي سأرسلهُ لكِ ، طمئنيني عنكِ.

أنا هادئٌ و متيّقظٌ ، كنتُ قد أعددتُ نفسي ذهنياً ، وبشكل جيد ، سأحاولُ أن أتخطّى الصِّعابَ التي تنتظرني جسديّاً لأحافظَ على توازني. أنتِ تعرفينَ مزاجي وبداخلي دائماً شيءٌ من الفكاهةِ والمرحِ ، وهذا سيساعدني على العيشِ.

أمّي العزيزة : طمئنيني عن الجميع ، قولي للجميع أنه ما من داعٍ للإحساسِ بالعارِ بسببي ، ويجبُ أن نكونَ أسمى من العقليَّةِ الضيقة والخسيسة للبلدان الصغيرة.

يجبُ أن يكون أبي أيضاً قويّاً ، وأنتم كلكم الأعزاء على قلبي.

قلبي يدمعُ الآن بالتحديد ، بمجردِ التفكير بأنني لم أكن دائماً حنوناً و طيِّباً كما ينبغي أن أكونَ معكِ وكما كنتِ تستحقين. ومع ذلكَ فأحبِّيني دائماً وتذكَّريني.

أقبِّلكم جميعاً ، أما أنتِ يا أمِّي العزيزة ، فأضمّكِ بين ذراعيَّ ، وأبعثُ لكِ قبلاتي اللانهائيّة.

( أنطونيو )

__________________

رسائل السجن ( الجزء الأول ) ، ترجمة : سعيد بوكرامي ، طوى للنشر ، لندن ، ٢٠١٤.


 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Join our mailing list

Never miss an update

© 2023 by Glorify. Proudly created with Wix.com

bottom of page