أنا من قال فيها الهوى
حوريّة في محرابيَ
ساجدة
قناديل الصّبابة تبدّد غربة
الليالي القاتمة
تسبّح تسعا وتسعين
حروف عذاب تنساب انسياب
مجردة في عزّ الشّتاء
أنا التي شهدت في العشق ألوانا
بيضاء كقلوب العذارى
سوداء كبراكين تجمّد لهيبها
حمراء كليلة عشق ممتزجة
بين البقاء والفناء
أنا من تاهت أحلامها تراقص
غصن الزيتون مثقّلَه
حبّاته مسكا وعنبرا
أنا المتيّمة بنجم تاه في السّماء
اختفى
ترك ذكريات باهتة
زارتني الأوجاع ذات مساء
دعتني للرّحيل خارج
أسوار الحياه
قبعْت في ذكرياتي
أنمّقها
أعطّرها
إذ عاد يوما تكون له كساء
أقسمت بالذي زرع في خافقي
الجوى
أن أغرف من أقداح اللّمى
ماطاب واشتهى
ياسمينة رقصت على أوتار
القصيدة فاتنة
أسرت القلوب بطرفها
تحيي وتميت بنظرة ساحرة
أنا........
أنا التي من صمتها تتولّد
ألف قصيدة ساحرة
تروي العطشان اذا ضمأ
رفرف الطّير بجناحيْه
عاليا
تجاوز عنان السّماء
يحمل بين خافقه أخبار المتحابين
قلائدَ من لؤلئ وياقوت
تخطف الأبصار اذا سطعت بنورها
حدّث بأخبارها الهائمين في
بحور الهوى
قال وقوله سحر مُبين
لا يختلف فيه زاجل ولا شاعر
أبدا
تهيم في حياة فانية
تهب لزائر حطّ على الأوتار
ساعة صفاء
الحياه وبريقها
لملم الجراح
اكتسى بالصّباح
فأضاء قناديل المحبّة
أنا يا أهل الهوى
جئتكم عاشقة
غصن البان
لا يفرّط في زهرة نبتت في
حدائق روحه
أودعها السّكينة زمنا
هو الماغول اذا غزا
أرضا
ما رحم زرعها ولا ضرعها
هو التيتار إذا أقبل وأدبر
فتك بالقلوب وما رحم
دمعة عين ذهبت سُدى
ما نثرت على فؤاد أريج
الشوق
ولا بهجة المحبّة
أنا التي سالت دمائها
تضخّ الحياة في وتر جريح
فأضحى بها نجما في السّماء
هلّا ذكرت قُبلتنا بين الخمائل
تتقاطر عسلَا
هلّا سألت أحضانك العاشقة
اذا انصهرت في حناني
اشتعلت دفئا
كشمعة فتيّة في ليلة شتاء
ذابت في الحنان
أطلقت آهات عاشقة
تمنّعت...تدلّلت
فتنت المحبوب
فأضحى هائما
بين الدّلال والشّبق
يُمسك النّجوم
تنصهر داخل روحه
فاتنة ليالي الشّتاء
الدّافئة..........
تونس / نعيمة المديوني
Comments