" أليسار"
يا ابنة الأحلام أنت
يا أمّ الحنين" أليسار "
هذه الأزمان تبدّلت
فارحلي..
فقد باح الشرق بكنوزه للغرباء
و ضاقت بأهلها الأوطان
فما عاد للحرّ في الشرق بقاء ...
جهّزي المراكب " أليسار" .. انشري القلوع ،
اركبي البحر .. لا تخشي من الغرق
إنّ الريح مواتية للرحيل
و عرائس البحر قد عفن الغناء..
لم يعد للسحر عليهنّ قرار
فارحلي " أليسار".
ليس مهمّا أن تطلع الشمس من الشرق
المهمّ أن تبيتي حيث تَبِيتُ الشمس
لقد غار الجرح و جار القريب
و أبرز الليل مخالب الغدر…
قالت أميرة " صور" لجارية لها:
رأيت البارحة حلما أفزعني
رأيت ثورا ضخما ، نصفه أبيض و نصفه أسود
رأيته يأكل مدينة بأكملها
ثمّ أخذني إلى حضنه و قال :
» في حضني تعيشين و تحت أسواري تموتين «
قالت الجارية : » أمّا الثور فهو ملك و قوّة و سلطان ،
سيعلو شأنك دهرا ثمّ تتنكّر لك الأزمان «...
شقّي غمار الموج أيّتها المراكب
يطاردك الحقد
تلاحقك لعنة الشرق …
الإرادة ، نمر أسود .. ثاقب النظرات
مفتول العضلات ..
له أطراف تحمل في مخالبها الموت..
يسابق الريح ..
يبحث له عن مكان في القمّة...
وداعا "بجماليون"
أنا لا أرتاح للعناكب
لا أناور الخفافيش
لا ألاعب الأفاعي الناعمة
أنا أعشق الفجر
أعشق النور
أعشق البحر
أعشق المجد
و لي في الأعالي عرش
و لي همّة الرجال
فوداعا أيّها الشرق المخادع...
نام مَلِكُ الرياح .. سكن البحر
فتح أهدابه على هضبة ساحرة
صاح البحارة .. الأرض .. الأرض
و صاحت " أليسار" : المجد .. المجد...
سلاما أيّها الثور الأبيض و الأسود
سلاما قرطاج يا أيّتها الأرض المباركة
ها هو ذا الثور قد أكل المدينة بأكملها
و استوت "أليسار" على العرش
و تحقّق الحلم...
امضي "قرطاج "، فدرب المجد مفتوح
ستركع لك الأبطال ..
ستظلّين تاج المتوسّط ..
منارة تحرس الحلم ..
و سيفا يقهر الأعداء.
صاحت من بين الجموع ساحرة .. عجوز حيزبون :
اسمعي "أليسار"
ستأكلك النار
و تأكل الأسوار
ستلاحق أحفادك لعنة الشرق
و يحلّ عليكم جميعا غضب " الآلهة
تعالت الأصوات :
امضي "أليسار"
امضي فنحن وراءك
لا تسمعي ما تقوله الحيزبون...
مضت الأيّام .. تبعتها السنون
كانت "قرطاج" فيها ، حصنا يخشاه الأعداء
و كانت "أليسار" نمرا تخشاه الأسود
و أنثى يتمنّاها الأمراء و الملوك
إلى أن تقدّم إليها ، من لم تكن ترضاه بعلا
فرفضته و لم تحفل به أصلا
حتّى أفاقت يوما على الخراب يحيط "بقرطاج"
صعدت إذّاك إلى الأسوارْ
رأت النارْ
و رأت قرطاج من حولها تنهارْ
صاحت في وجه عدوّها :
لا ..لن ينال جسدي هذا ، الأشرارْ
النار و لا العارْ ..
النار و لا العــ..ـارْ ..
النار ولا العــ.......ــارْ .
هذه يا ولدي قصّة "قرطاج"
قصّة " أليسار"
31/07/2017
محمد الصالح الغريسي
Comments