جلس باسم في مقهي واسع ؛ في قلب امستدرام ٠ الهدوء يعم المكان ؛ لكن صدي نغمات فيروز تصل اليه فتنعش روحه ٠فنادل المقهي من اصل سوري ٠لذلك لا يمر الصباح بدونها
لقد أمضي باسم ليلة رآي في منامه مشاهد ضبابية ٠ رفع نظره ونظر الى الشارع ٠ الرياح تعصف بشدة وحبات المطر ترقص على صدي انغام فيروز ٠
إحتسي قهوته وادار بصره الى ساعته التي تشير الى العاشرة صباحا ٠ نهض وغادر المكان بسرعة ٠ حتي يلتحق بقاعة المسرح ٠كي يخرج من رتابته ٠ تسرب الى داخل القاعة وأجال بصره ٠ ولم يجد مقعدا شاغرا الا اخر القاعة ٠
جاس ونظر من حوله ٠ جلب آنتباهه شعر فتاة يميل لونه الى الاسود ٠وهي منشغلة بخشبة المسرح ؛ لذلك لم يتمكن من ملامح وجهها ٠ فظل أكثر الوقت متجه العينين نحوها،٠
رغم صعود الممثل على الخشبة ؛ لكنه بقي يتطلع الى الفتاة٠
بدأ صدي الامس بالبوح عن الماضي ٠آنتابه إحساس فظيع
بين الامل واليأس ٠بين الفرح والحزن ٠٠٠
تسمر في مكانه يتابع حركاتها في تساؤل وآهتمام ٠
سمع صوتا ينادي -فرح
وبعد زمنا من البحث أدرك مصدر الصوت
بدأ بمرحلة الشك ٠ يصل الماضي بالحاضر
يرتمي في أحضان الماضي ليعيد صوره بدقة
الأرض قاحلة ٠٠٠والبلاد دخلت في مستنقع الحرب الاهلية ٠
فأكلت الاخضر واليابس ٠ومزقت أوصال الوطن ٠
فجأة يعود باسم الى الحاضر ٠ حين قامت تلك الفتاة من مكانها لان صديقتها رمت لها بزهرة ٠ وقالت - أمسكي يا فرح
فقذفت به في الماضي من جديد لاكثر من عشرين عاما ٠
ثم إستردته الى الحاضر وهو يلهث
Comments