top of page
Search

أشغال المائدة المستديرة حول مضامين الشعر التونسي المعاصر

  • Writer: asmourajaat2016
    asmourajaat2016
  • Feb 24, 2019
  • 3 min read


ree

جميع الناس تحبّ السباحة لكن من لا يتقن فنها عليه ان لا يدخل الاعماق..ومن يرى في نفسه الكفاءة عليه ان يكون حذرا ومنتبها ومتيقظا ومتسلحا بما يمكن ان يفاجئه اثناء سباحته.. عليه ان يكون عارفا بالمكان وخصائصه والاتجاهات وخفاياها..ملما بكل جزئية صغيرة قد يراها تافهة.. هكذا هو الإبحار في مضامين الشعر التونسي المعاصر.. فالموضوع شاسع بوسع الفضاء ورحب بامتداد المدى.. فالباحث في الشأن يجب ان يكون له حدّ أدنى من الثقافة والمعرفة الشاملة الملمة بحركات الشعر القديم والحديث، التونسي والعربي.. والبحث لا يجب ان يختصر على نخبة معينة من الشعراء أو فترة محددة أو جنسا واحدا... البحث يجب ان يكون وفق دراسة وتخطيط مسبق واستراتيجية محكمة ووقتا كافيا... ولهذا كان الدارسون والباحثون والناقدون في شأن مضامين الشعر التونسي المعاصر عددهم ضئيل مقارنة بتطور حركة الشعر المعاصر في تونس...بل الساحة الادبية تكاد تشكو فراغا من نقاد جامعيين وأكايدميين مختصين.. ولهذا فالبحوث التي وقعت لم تقض حاجتها الكافية ولم تشبع عطش المثقفين... هكذا كان موضوع جلسة الأمس الثلاثاء 19\02\2019 بمجلس الأدب والفنون باتحاد الكتاب التونسيين فقد تجاذب الحاضرون الحديث عن مضامين الشعر التونسي المعاصر واتفقوا في أشياء واختلفوا في اخرى ... لكن أهم ما جاء في مداخلة الشعراء عبد العزيز الحاجي والشاعر مختار المختاري والشاعر بوبكر العموري ان الشعر التونسي المعاصر احدث رجة في الاونة الاخيرة وخاصة في قصيد النثر او كما يحلو تسميتها نثر القصيد.. فقد كثر عدد الشعراء وبالتالي لا يمكن حصرهم ولا تناول نصوصهم واحدا واحدا ولكن أجمعوا على أن قصيدة النثر هي ابنة شرعية للحظتها التاريخية ولما شهده الشعر العربي من تحولات كبرى وقد لامست هذه القصيدة الحداثة من أوسع أبوابها وما استحواذها على جلّ منابر النشر في العالم العربي وسيادة أنموذجها وشهرة الكثير من شعرائها إلا بعض من دلائل نجاح هذا الانموذج... ولكن هل تكون قصيدة النثر نهاية المطاف ؟ لا نعتقد ذلك لأن الانسان من طبعه توّاق الى التجديد والتطوير وهو في بحث دائم ومستمرّ سواء في ذات الإنسان او في كل شيء يحيط به في هذا الكون... وبعد المداخلات في هذا الشأن والحديث عن بعض التجارب والمراحل التي مر بها الشعر التونسي على مدى القرن العشرين وحتى منتصف العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والتحولات البنائية والفنية التي عرفها والتي تتحوصل في : اولا مرحلة الاحياء الشعري ورائدها محمود قابادو وتميزت بتكريس الرباعية الاساسية التي قام وفقها انتظام الشعر العربي القديم وهي الإيقاع الموسيقي واللغة والتخييل ثم المعنى... ثانيا مرحلة الشعر العصري التي امتدت الى حدود الثلث الاول من القرن العشرين ولكنها لم تجسّد من شعارها سوى التسمية اما النص فقد بقي كما هو عليه من جمود و تقليد للجملة الفنية والبنية التقليدية التي قام عليها عمود الشعر القديم في نماذجه الاولى.. ثالثا مرحلة الرومانسية مع الشابي وجماعته ومن مآثر هذه الفترة على الشعر التونسي ان عدلت في الترتيب الذي استنته مرحلة الاحياء الشعري فقدمت الخيال على غيره من دعائم القول الشعري رابعا مرحلة الشعر الحر اي شعر التفعيلة فقد شهدت هذه الحقبة تعديلا مزدوجا : نابت التفعيلة عن البحر وكان الاهتمام باللغة من الاساسيات.. اما المرحلة الخامسة والأخيرة من مراحل الشعر واتجاهاته فقد وقع فيها التغاضي عن العروض نهائيا مع قصيدة النثر وكان من أساسيات القول الشعري ان يقوم على دعامتين جوهريتين هما اللغة والخيال... وللاشارة ان هذه الاتجاهات والمراحل ليس تحديدا صارما باتا جازما نهائيا انما هو تحديد قابل للاختراق ...فكل مرحلة اشرنا اليها تتخللها منعرجات اخرى....وربما تتضمن ارهاصات ببعض ملامح المرحلة القادمة وهذا لاشك فيه.. أخيرا أقدم شكري لكل الذين لبوا الدعوة وشاركوا بآرائهم او بقراءاتهم الشعرية وأخص بالذكر الأساتذة عبد العزيز الحاجي والشاعر مختار المختاري والشاعر بوبكر العموري ولا انسى تحية الفنانة ألفة الحامدي التي أضفت حيوية واستمتاعا بالطرب على وقع الة الإيقاع الدربوكة.. تحية من القلب الى القلب لكل واحد واكب جلستنا... سمير مجيد البياتي عبد الرزاق بالوصيف ريم العيساوي منية جلال نعيمة بنوري أحمد جليد عماد الدين التونسي عبد الحكيم الزرير روضة بلدي عداسي الفة حامدي المختار المختاري عبد العزيز الحاجي بوبكر العموري فرح الغربي خالد الدرويش عبد اللكيف كوساني سونيا عبد اللطيف


ree

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Join our mailing list

Never miss an update

© 2023 by Glorify. Proudly created with Wix.com

bottom of page