مجاراة لقصيدة " إرادة الحياة " لأبي القاسم الشابيّ
لا تهجروا الأرض :
و عشرٌ عِجافٌ مضتْ بي كأنّي
بأسوارِ سِجنٍ، ربيعِي غَدَرْ
فذا الياسَمينُ غزاهُ سَوَادٌ
و تِلك سَمائي جَفاها الْمَطرْ
و بِتّ كما الطّفل أبكِي عَلَيّ
أنادِي زمانا ، مضَى و انْدَثرْ
أنا مَا سرِقتُ كُرُومَ الدَّوالي
وَ شَمْسَ النَّهارِ و ضَوْءَ القمَرْ
أنا ما قهرتُ يتيمًا وَحِيدًا
ولا ، لا نهرتُ فقيرًا عَبَرْ
وَ حُضْنِيَ كان سَلامًا ، أمَانًا
فجَاء لئامٌ ، وَ حَلّ خطَرْ
وَ كَانُوا جَرادًا، و عاثوا فسَادًا
و صَارُوا قَرَادًا بأرضِي اسْتَقَرّ
فلا تترُكُونِي لِنَهْشِ الذّئاب
و ظُلْمِ جَهُول، حَقُودٍ أشِرْ
فأنتمْ ربيعُ القلوبِ و أنتمْ
ضِياءٌ بِرُوحِي ، وَ انْتُمْ دُرَرْ
فلا تهْجُروا الأرضَ حينَ التّنَادِي
و كُونُوا لِجدْبِ حُقُولِي مَطَرْ
و غَنُّوا كما الطّير فوقَ الغُصونِ
فما اعْذبَ الشّدْوَ فَوْقَ الشّجرْ
و منْ لا يُحبّ جمالَ الطّيورِ
يَعِشْ أبَد الدّهرِ أعْمَى البَصَرْ
و حَيُّوا على الكدِّ ، لا تسْتَكِينُوا
فيمْضِي الزَمَانُ ، و يَذْوِي العُمُرْ
وَ هُبّوا لِعلْم يُنيرُ الدّروبَ
و يُهْدي الحياةَ مقاما أغرّ
فإن تَطلبُوا المَجْدَ فوْقَ الذُّرَى
" فلا بُدّ أنْ يَستجيبَ القدَرْ "
Comments