كم كنت أحلم أن تكوني دميتي ، أخفيك بين جوانحي، و أقيك من برد الشّتا، و من الهجير إذا استعرْ… كم كنت أحلم أن تكوني زورقي، أغزو به كل الشّواطئ و الجزرْ… تختال من حولي النّوارس في السّما، و تعانق الأمواج حبّات المطرْ… كم كنت أحلم أن تكوني جنّتي ، و الكوثر المنساب، و الزّهر العطرْ... نجني من الثّمرات ما يحلو لنا، و ننام بين الزّهر يحرسنا القدرْ… أتلو على سمع الزّمان قصائدي، فتغار من شعري الملائك و البشرْ، ويغار من شعري الزّمان لأنّني ، شبّهت وجهك بالقمرْ … مجنونة أنت ، و يعجبني جنونك في الهوى، فأنا أحبّك مثلما أنت ، و في كلّ الصّورْ. مجنونة أنت ، و مجنون أنا، بسواد شعرك و الحورْ … يا ربّ قد تعب الفؤاد من النّوى، و الجفن أرّقه السّهرْ. يا ليتني يوما أفوز بوصلها؛ سأكون أسعد من أحبّ من البشرْ.
محمد الصالح الغريسي
コメント