أَنــــــــــــاشِـــــــــيدُ لِلـــــــــــزَّمَـــــــــــــــنِ الــــــدّاخِــــــــلِ

*شعر: الدكتور عبد العزيز حاجي

يَلِجُ العَاشِقُ سِرَّ الأَرْضِ فِِي كُلِّ رَحِيلٍ وَ صَلَاةْ

وَ وَفَاءً لِطُقُوسِ الحُلْمِ لَا يُلْغِي هَوَاهْ ..

فَلَهُ فِي صَوْلَةِ البَحْرِ دَلِيلٌ وَ دَلِيلٌ فِي النَّخِيلْ ...

أَيُّهَذَا السَّعَفُ الرَّاحِلُُ فِي كُلِّ اتِّجَاهْ

وَسِعَتْ أَحْضَانُكَ الشَّمْسَ وَ هَذَا القَمَرَا

وَسِعَتْ حُزْنِي وَ أَحْزانكَ دُنْيَا الفُقَرَاءْ ...

إِنَّكَ القَادِمُ فِي اللَّيْلِ إِذِ اللَّيْلُ بِدَايَاتْ

وَسِعَتْ حُزْنِي وَ أَحْزَانَكَ أَنْهَارُ الهُتَافَاتْ

أَيُّهَا العَاشِقُ فَلْنَذْهَبْ مَعًا حَتَّى النِّهَايَاتْ !

هَلْ أَنَا الآنَ سِوَى الأَرْضِ التِي اشْتَعَلَتْ شَوَارِعُهَا رَصَاصْ ؟

سَاعَةُ الطَّلْقِ تَنَادَتْنِي ، فَيَا حُلْمَ المَلَايِينِ تَدَفَّقْ

آهِ يَا حُلْمَ المَلَايِينِ تَفَتَّقْ !

إِنَّهُ الطَّلْقُ النِّهَايَاتُ ـ البِدَايَاتُ وَ فِي الطَّلْقِ خَلَاصْ .

سَأَرَى جُرْحَ السَّفَرْ

يَا طَرِيقَ النَّجْمِ مَا لِلنَّجْمِ لَا يَهْوِي شَرَرْ ؟!

يَا طَرِيقَ النَّجْمِ إِنِّي مُظْلِمٌ حَتَّى اشْتِعَالِ النَّارِ فِي لَيْلِ البَشَرْ

وَ بِحَلْقِي بُحَّةٌ لَا تَنْتَهِي إِلَّا عَلَى وَقْعِ المَطَرْ.

سَقَطَ اللَّيْلُ عَلَى كُلِّ التَّفَاصِيلِ نُجُومًا

وَ إِلَى الفَجْرِ المَسَا ءَ اتُ انْتَهَتْ

فَإِذَا اللَّيْلُ مَوَاوِيلٌ تُرَتِّلُهَا المَزَارِعْ

وَ إِذَا الفَجْرُ أَنَاشِيدٌ تُفَجِّرُهَا المَصَانِعْ

وَ إِذَا الزَّمَنُ الدَّاخِلُ فِي وَطَنِي أَقْبَلُ يَمْتَشِقُ الشَّوَارِعْ ..

أَيُّهَا الشَّارِعُ يَا نَهْرَ جُمُوعِ الفُقَرَاءْ

صَرْحُ ( أَفْرِيكّا ) هَوَى !

طَقْسُ ( أَمْرِيكَّا ) انْتَهَى !

أَيُّهَا الأَحْمَرُ يَا نَهْرَ دِمَاءِ الشُّهَدَاءْ !

+ تونس ـ مارس 1980 .

+++ من كتابي ( أَفْرَاحٌ مُخْتَلَسَةٌ ) سنة 1992 .