..... أَرْواحٌ لَهَا رَوائِحُ..... قصيدة متميزة لشاعر متميز الدكتور عبد العزيز حاجي

1) شَمِيمٌ اَبْيَضٌ :

أَشُمُّ يَدِي فَأَشْبَعْ

أَبُوسُ يَدِي فَأَقْنَعْ...

وَ إِمَّا كانَتِ اليُسْرى

فَلَا يَدَ فَوْقَها تَعْلُو وَ تَسْطَعْ..

وَ إِمَّا كانَتِ اليُمْنَى

فَلَا يَدَ تَحْتَها تَكْبُو وَ تَرْكَعْ.

2 فِراسَةٌ :

( إلى " مِهيار")

كُلَّما شِمْتَ شَيْئًا فَعُلِّقْتَهُ

صِحْتَ بِي : " أبَتِي !

أَدْنِهِ كَيْ أَشُمّْ"...

طُوبَى لِأَنْفِكَ قَدْ بارَكَتْهُ الجَوارِحُ

إِذْ بايَعَتْهُ عَلى عَرْشِها حاكِمًا بَيْنَها

وَ حَكَمْ !!!

أَيُّ حِسٍّ رَهِيفٍ جُبِلْتَ عَلَيْهِ، بُنَيَّ،

تُرى ؟! أَيُّ حِسٍّ تَراماكَ غِرًّا

بِهَذا الشَّمَمْ ؟!

3) رَائِحَةُ السُّلَالَةِ :

رائِحَةُ أَبِي تَمْلَأُ بَيْتِي..

رَائِحَتِي تَتَضَوَّعُ مِلْءَ إِهابِي..

كَيْفَ أُخَلِّصُ مِنْ شَوْكِ العَوْسَجِ

خِيطانَ ثِيابِي؟!

4) تَشْكِيلٌ :

مِنْ حِذاءِ ( فان غوغ) تَتَضَوَّعُ أَقْواسٌ قُزَحِيَّةٌ

بِأَطايِيبَ مُعَتَّقَةٍ وَ طُيوفٍ دُرِّيَّةْ..

فِي حَضْرَتِها يَتَنادَمُ الصَّفِيَّانِ :

بَصَرِي

وَ الشَّمّْ.

5) فُيُوضٌ :

كَمْ مَرَّةْ

يَزْكُو العَبِيرُ

فَتَشْرَقَ العَيْنانِ بِالعِبْرَةْ !

6) مِراحٌ :

اِسْتَرْوَحْتُ نَفَسِي

فَما ارْتَحْتُ إِلّا لِنَفْسِي.

7) عَسِيلٌ :

فِي كَنَفِ العَطَّارْ

تَصْطَفُّ قَوارِيرُ العِطْرِ مُخَتَّمَةً

فِي وَجْهِ الزُّوَّارْ...

وَحْدَها مِكْنَسَةُ الطِّيبِ تُهادِي الأُنوفَ بِأَفْواهٍ

مِنْ رُضابِ الفَراشِ وَ شَهْدِ النَّحْلَةِ

فِي رُوحِ الأَزْهارْ.

8) تَحَوُّلاتُ الماءِ :

مازالَ الماءُ يُجاهِدُ كَيْ يَكُونَ لَهُ لَوْنٌ

وَ تَكونَ لَهُ رائِحَةٌ

حَتّى ازْدَهَيْتِ عَلَى ضِفافِ النَّهْرِ أَيَّتُها الزَّهراتْ

فَصارَ يُدِيمُ التَّبَرُّجَ لِلسَّمْسِ آناءَ النَّهارِ

وَ يُدِيمُ التَّطَيُّبَ لِلْقَمَرِ وَ النُّجُومِ

أَطْرافَ اللَّيْلْ...

9) هَوْدَجٌ :

أَرْواحٌ لَها رَوائِحْ

أَرْواحٌ بِها رَوائِحْ.

.......... من كتابي ( روحي مُعطَّرةٌ بِأَنفاسي) سنة 2017.