أَتــــاهُمُ المَوْتُ إذْ جَفَّتْ جداوِلُـــهُــــمْ قصيدة متميزة لشاعر متفرد التونسي محمد النجار

أَتــــاهُمُ المَوْتُ إذْ جَفَّتْ جداوِلُـــهُــــمْ

ولَمْ يَعُدْ صَوْتُــــهُمْ بالكَــوْنِ مُتَّصِـــلاَ

تَدافَعــــوا هَرَبًــــا

فــــي كُلِّ نــــاحِيَةٍ

وراحَت الأَرْضُ تُخْفــي عَنْهُمُ السُبُلَا

تَشَبّثوا بِبَقـــايـــا الريـــحِ

وانْتَظـــروا

وُصـــولَ أكْبَرِهِمْ دَهْرًا

فمــــا وَصَلَا

وَقــالتْ الشمْسُ:

مَنْ مِنْكُمْ يُؤازِرُنـــي؟

فَطَأطَــــأوا فَجْأَةً هَــامــــاتهِمْ خَجَــلَا

ومَرّتْ امْــــرَأَةُ حُبْلــــى

تُــحذِّرُهُـــمْ

فَأَجْهَضوا صوْتَها

واسْتَأْصَلوا الأمَلَا

كَمْ قـــالت الغَيْمُ:

لَوْ تَصْفو عَــزائمُهُمْ

فمــــا استَجـــابوا ولَكِنْ ألّهوا الطَلَلَا

وَســــارقُ النَــــارِ

يبْكـي في مَمَالِكِهِ

يُطـــارِدُ الضوْءَ

إنْ أثْوى وإنْ رَحَلا

مَازالَ مُذْ كَتَبَ الإنْسَــــانُ سيرَتَــــهُ

يَهْـــوي

فَيَنْهَضُ

مِن أشْـــلائهِ جَبَـــلا

سَفـــينَةُ الوَقْتِ تَجْري

لَيْسَ يُـــوقِفُـها

نَجْمٌ عَلَا في أَقـــاصي الأفْقِ أَوْ أَفَـلَا

احْدَوْدَبَ العُمْرُ

يـــا كَمْ منه قَدْ قَطَفوا

والقَلْبُ من قَدَحِ الأَشْجـــانِ كَمْ نَهَــلا

مَنْ أَنْتَ؟

كَيْفَ تُرى أَشْرَقْتَ مِنْ وَلَهٍ

حتّــى رَأيْتُكَ بالأضْـــواءِ مُغْتَسِـــلا؟

تَهْمِـــي فَيَأتِـــي إِليْكَ النهْرُ

مُرْتَجِفًــا

ومِن يَدَيْكَ

يَفيــــضُ العِشْقُ مُشْتَعِـلا

سَتَهْجُرُ الـطيْرُ لَوْ تَدْري شَواطِئَـــها

وَيَفْجَعُ الصبْحُ طِفْـــلا يَشْبِهُ الرُسُـلا

وَسَوْفَ تَبْقى وَحِــيدًا في الظَلامِ

كَمَا لَوْ لَمْ تَكُنْ أنْتَ

مَنْ أعْطـى ومَنْ بَذَلا