top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

(Les nichons de ma mère) أو ( ثديا أمي ) للكاتب والأديب التونسي عبد المجيد يوسف



هو كاتب وقاص وروائي وشاعر ومترجم تونسي من مواليد مدينة طبربة في منتصف خمسينات القرن الماضي متحصل على الأستاذيّة في الآداب العربيّة وعلى الدّبلوم العالي للّغة والدّراسات الإيطاليّة من جامعة تونس الأولى، ثمّ على دبلوم الدّراسات المعمّقة من جامعة سوسة. يكتب بالعربية وبالفرنسية. شارك في عديد الأنطولوجيات الصادرة بأروبا وكندا بأشعار مترجمة من الشعر التونسي كما نشر دواوين لشعراء تونسيين وعرب مترجمة إلى الفرنسية. صدر له حتى الآن اكثر من عشرين عنوانا في القصة والرواية والدراسة والترجمة ومن أهمها : (1) " مقاربات نقديّة " عن دار سعيدان بسوسة تونس سنة 1994. (2) " أهداب النّخل " (دراسات حول الكاتب البشير خريف) عن دار سيبويه بالمنستير 2008. (3) " زوايا معتمة " (قصص) عن المجلس الثقافي الليبي ودار قباء مصر سنة 2008. (4) " سحب آسنة " مجموعة شعرية عن دار البراق سورية سنة 2010 (5) "وبعد " مجموعة شعرية للشاعر الإيطالي جوزبي نابوليتانو. ترجمها عن الإيطالية عن دار البراق، سورية سنة 2010. (6) " تراتيل الترحال " مجموعة شعرية للشاعرة راضية الشهايبي نقلها إلى الفرنسية وترجمت للإيطالية وصدرت بنابولي سنة 2010 عن دار لا ستنازا دل بويتا ( بيت الشاعر ) (7) ترجمة من العربيّة إلى الفرنسيّة لديوان للشاعر السعودي رائد أنيس الجشي صدر في فرنسا عن دار هارماتن سنة 2014. (8) " تلوينات على وشاح طائر " دراسات تناصية عن دار رسلان سنة 2015 (9) " وحيدا ... أقطع هذا الدغل " قصص (10) " Les nichons de ma mère " رواية صادرة عن منشورات مومنت سنة

(Les nichons de ma mère) أو ( ثديا أمي ) حيرة طفل في وسط متقلب

قراءة بقلم الشاعر عمر دغرير :

سؤال أنتظر له إجابة من طرف المعنيين بالأمر :

ما الذي يدفع كتابا بتقنون اللغة العربية إلى الكتابة بلغة أخرى خاصة إذا تعلق الموضوع بالسيرة الذاتية وباحداث تكاد تكون حقيقية وحميمية لو جردناها من بعض الخيال الذي يلجأ إليه الكتاب للتهويم وإبعاد الشبهات ؟

(ثديا أمي ) هو العنوان الذي اختاره الكاتب عبد المجيد يوسف لروايته الصادرة عن منشورات مومنت وهي من الروايات السيرذاتية التي لاتظهر الحقيقة كاملة . صدرت الرواية في أقل من 140 صفحة من الحجم المتوسط وفي طبعة أنيقة . وقد استعرض فيها الكاتب حيرة طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره في بداية ستينات القرن الماضي في وسط عائلي متقلب .

بطل الرواية طفل يعود بذاكرته إلى طفولة صاخبة لم تعرف الإستقرار الإجتماعي والنفسي . طفل ينتمي لعائلة أرهقتها الحياة وكبلتها الظروف السياسية القاسية . فهو إبن الهاشمي هذا المناضل السياسي في صفوف الحركة اليوسفية في تلك الفترة الأمر الذي جعل الحزب الحاكم انذاك يحرمه من عمله ويفرض عليه بطالة دامت طويلا .

ولعله بحث عن مورد رزق له ولعائلته دون أن يتمسح للنظام ويحيد عن مبادئه . بحيث اضطرته الظروف إلى التنقل بين بيت والده البعيد في الريف وبين منزل عائلة زوجته . تلك المرأة الصامدة التي وقفت إلى جانب زوجها رغم الصعاب . غير أنها وبغير قصد لم تهتم بابنها الوحيد بما يكفيه من الرعاية . هذا الولد الذي تعلق بأمه ولازمها كظلها كما لازمته عقدة أوديب زمنا طويلا . طفل لم يجد إجابة عن كل أسئلته الكثيرة والبريئة في آن حول الجسد والجنس والحياة . فوالد شغلته البطالة وضيق اليد . وأمه لاتملك الجراة لمواجهة أسئلة ابنها المحرجة بالحقيقة والبرهان .

وفي تنقله بين بيت جده من الأب ومنزل جدته من الأم وجد ضالته في خالته أمينة فهي الوحيدة التي فتحت له نوافذ على الحياة وعلى حقائق الأمور التي شغلته في تلك الفترة من خلال تجربتها في الحياة .فأشبعت فضوله ورغبته الملحّة في فهم الجسد وإدراك الفوارق بين الجنسين . وهو الذي لم يبخل علينا في سرده لحكاياته بانه كان يطيل مراقبة أسرته في حالاتها الحميمية و كذلك يتلصص على زوجة عمه من ثقب المفتاح وانه كان منبهرا بأنوثة خالته نجمة . رغبة منه في اكتشاف عالم النساء الممنوع على من هو في سنه .

وفي رواية الكاتب عبد المجيد يوسف نكتشف حرفية مذهلة في الكتابة السردية . بحيث يشدك النص اليه شدا ولن تتمكن من مغادرته قبل نقطة النهاية .فقد تميز بسلاسة الأسلوب وبشعرية اللغة التي تحرك المشاعر وتثير فضول القارئ وتذهب به بعيدا في ذاكرة هذه الطفل وبراءته السامية .

والملفت للإنتباه أن عبد المجيد يوسف أشعرنا بقصد أو بدونه أنه في هذه الرواية يسرد أحداثا واقعية وتجارب حقيقية قد يكون عاشها شخصيا مع أسرته وعاشها الكثيرون من الأطفال في تلك الحقبة من الزمن . ولعله تعمد طرح السؤال بعد السؤال على لسان هذا الطفل البطل للكشف عن الغموض والتكتم في حياة الأسر خاصة في مواضيع تعتبر ممنوعة ومحرمة .

في الرواية يسرد الكاتب كل التفاصيل عن علاقة الأم بهذا الطفل الذي وصفها بجميلة الجميلات متباهيا بعشقه لجسدها الممشوق ونهديها الشامخين بعد أن تمكن من مشاركتها لحظاتها الحميمية وفتح عينيه على أنوثتها . غير أنه صدم بعدم الإجابة عن أسئلته المحرجة في أغلب الأحيان بالرغم من أنّها متعلمة ومتفتحة فتركته لحيرته وكذلك فعل معه والده المتعلم والمثقف وتركه غارقا في هواجسه . وكم من مرة نعتوه بالطفل الطائش و( مقصوف الرقبة ).

والرواية لا تخلو من استعراض بعض السلوكات والعادات والأفكار المغلوطة والمشوهة حول كل ما له علاقة بالجنس والجسد وكيف أن الأسرة والمحيط دفعا الطفل للذهاب بعيدا طلبا للحقيقة وقد يكون في ذهابه خطر عليه وسوء المصير .

والكاتب عبد المجيد يوسف كتب الرواية باللغة الفرنسية وهو المختص في اللغة العربية والعارف بكل أدغالها أظنه لم يجد الجراة الكافية لطرح مثل هذه الأسئلة وكتابتها بالعربية فلجا إلى الفرنسية حتى يكتب ما لم يقدر عليه باللغة العربية .

ومن بين هذه الأسئلة : ( Tante Nejma pourquoi le coq n’a pas de zizi ؟ ) .

وفي مكان آخر يقول الطفل :

( Un sein de Tante Nejma surpasse les deux seins de maman réunis والرواية تكاد تزدحم بمثل هذه الجمل والأسئلة الحارقة في مجتمع كبلته العادات والتقاليد البالية والعقليات المريضة بالتابوهات والحلال والحرام . والأكيد أن اختيار اللغة الفرنسية للتعبير عن كل هذه المشاغل هو نوع من الهروب من مواجهة الحقيقة وإقرار بالخوف من التحدي والوقوف بكل جرأة ضد كل علامات التخلف المستفحلة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية .

ولكن قد يكون للكاتب رأي مخالف ويكون الإجابة المقنعة عن السؤال الذي طرحته في البداية ؟

23 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page