سافرت بالفايسبوك الى لقائكم في دار الثقافة نورالدين صمود
واذا بالمحطات الجميلة التي مرت بها راحلتي تعج بالأحباء ...
وأصمت لأني غير قادر على أن أكون معهم
أما المحطة الأخيرة التي لم أحضرها طبعا لأن الخبيث قال لا
..أتعبتني ..بل أحزنتني
...فكيف لا أكون مع الشاعر الكبير الحبيب آدم فتحي صديق العمر ينثر المحبةوالغضب والثورة في القاعةبشعر هو الابداع نفسه ..واذا عجز ناقد عن قصيدة جميلة متفجرة على العالم كله عليه بكتابات آدم ..فهل شعره هو "أول الكلام " لأنه يحمل اسم آدم ..أول من علمنا
تسمية الأشياء
وكيف يا أعزائي لا أكون المشاكس الأول للأديب و المترجم والمشوش جمال الجلاصي الذي يثير الدهشة بكلام قد لا يكون أدبا عند البعض وعندي هو الأدب بعينه
وقد حملتني الأيام الى جمال لاطلع الى ترجمته
..فهل أحبته الترجمة وأبدع فيها لانه يحمل اسم جمال فلا تنبع من بين أصابعه إلا آلهة الترجمة المعباة بالحمال
مع قطر العسل الادبي
أما آلهة الترجمة فهي
من اختلاقي فانا من فرض إلهة للترجمة
...وقد إختص في نقل شعر الأفارقة وركز
على أساتذة الثقافة الزنجية مثل سيدار سنغور ..فعكف على نقل شعره الينا فازددت
حبا في هذا الشاعر الرئيس الذي حكم السنغال لسنوات طوال ثم غادر الرئاسة بمحض ارادته ليهتم بثقافته ورغبته في تطوير الاشتراكية الدولية
..ومن أطرف ما أعرف عنه أنه طلب من الرئيس بورقيبة أن يفعل مثله وينسحب ليترك الحكم لابنائه الذين كونهم ..فقال له بورقيبة ..لا تهتم بي اهتم أنت بزنجيتك في الشعر ....والى الآن لا يعرف أحد هل أن بورقيبة شتم سنغور بروح عنصرية أو مدح اختصاصه في الدفاع عن الثقافة الزنجية التي تخلص الانسان الافريقي من الاستعمار والعبودية والعنصرية ..
على كل هذه مسألة اخرى ..أضيف فقط أن
جمال الجلاصي هو إبني ..واليوم هو معلمي واقرا له بحب وأشتمه بحب وأمتدح ترجماته لأني لست قادرا على قراءة النصوص التي تعامل معها الا في أصلها الفرنسي
لقد تابعت تجربته منذ خطواته الأولى ولما أصدر روايته الأولى أحببتها رغم بساطتها
..لكني لم أكتب عنها الا شذرات قصيرة اخبارية ي جريدة الصباح أو الصدى لم أعد أذكر تستتر وراء محبة أكنها له ادبيا ... فعلت ذلك لأني لا أريد أن يقال كتب عنه محمد بنرجب
لأنه إبنه ...والكارثة ان يقال لم يكتب عنه الا لانه ابن مسقط رأسه فاخترت الحياد مع الجميع...وقد أكون أخطأت ..فقد قرأت مثلا مئات الروايات المشاركة في جائزة كومار الذهبي وحاولت في جلسات الاختيارات الاولى أو الاختيارات النهائية أن ألازم الحياد حتى لا يقال هذا ابن الصباح أو هذا إبن الصدى ..وهذا ابن المهرجان الوطني للكتاب الناشئين الذي أسسته في منتصف الثمانينيات
وما زلت أسأل هل كنت على حق لما التزمت الحياد ..واكتشفت بعد عشرين سنة أن الكثير من الأعضاء الذي
انتدبناهم لم يكونوا في قلب الحياد ولا حواليه ..ولا ازيد .بل اواصل التعبير عن انزعاجي لأني حرمت من الجلسة الرمضانية التي رأيت اكتظاظ قاعتها بالكثير من أحباء الثقافة ..وأنا أحبهم
..وأعرف بعضهم . والبعض من الجيل الجديد في قليبية لكني أحاول أن أعرف.للأسف
لأسباب كثيرة لم اعد اعرف شباب قليبية
..فلما احضر اجتماعا هناك لا أرى فرقا بين إجتماع في سوسة أو قابس أو الكاف او قليبية فالوجوه لا تختلف ..لذلك أصبحت حريصا على أن أكون حاضرا في قليبية دوما لكن اللعنة على المرض
الذي لا يعرف أني أقاومه بشراسة وأصبر عليه صبر أيوب وادعو عليه بالرجم من حجارة من سجيل ..هو اليوم منتصرا ..لكن الأطباء يؤكدون أن الشفاء قريب ..وسأكون في قليبية في الصيف و ساقضيه كما أفعل من أن انغرست في محبة البلد والبلاد والوطن ومنذ ان اكتشفت البحر وتعمقت في حبه ..فلا يمكن أن أعيش بلا حب
.......أتابع لأصرخ عاليا كيف أنهزم ولا اقدر أن اكون صحبة مجدي بن عيسي الذي لم يكبر إطلاقا فهو الآن كما عرفته شاب ووسيم وجاد في عمله ..وهو منتج ادبي ..ومنتج ثقافي ..ورجل من رجال الأعمال في ميدان النشر وبنجاح والكثير من الجوائز ينالها عن جدارة ..وعلى ضمانتي كما يقول أهل البنوك مع عملائهم..
مجدي بن عيسى شاعر..وآختار أيضا أن يكون باحثا . ومتى يقرأ الكتب التي يختارها للنشر وأسال نفسي هذا الولد متى يكتب
..ومتى يقرأ الكتب قبل اعطاء الإذن بالطبع . وتصدر تلك الكتب في جمالية خاصة تشد القراء فيرضى عنها كل الذين إقتنوها أو تسلموها هدايا من أصحابها
فهل أطلب الاعتذار منكم لأني لم أكن معكم أحبائي وأصدقائي . أم أطلبه من مديرة الدار الرائعة سنية فرج الله التي تعرفت عليها في الصائفة الماضية وأكرمتني بتخصيص فاتحة حفل موسيقى لي وقدمني ليلتها الناقد الكبير صديق العمر أستاذ اللغة العربية وآدابها والمختص في نقد الأعمال السردية التونسية من برق الليل واخواتها للبشير خريف الى مصطفى الفارسي مرورا بالشابي في يومياته و فريد غازي في بداياته النقدية لكتابات تونسية قليلة جدا إنه الناقد فوزي الزمرلي اطال الله في عمره مع الصحة العالية ...
...
وأواصل لاتحدث عن رجل هو اليوم كبير تعرف عليه أهالي قليبية كما هو الآن أما أنا فأني تعرفت عليه شابا يافعا أعتقد قبل أن يدخل الجامعة ويختار الفلسفة.إنه عماد العمدوني قرأت له منذ بداياته بحب كبير فهو "عاقل"خلوق ..صاحب قيم ..يكتب الشعر الجميل رغم بعض شطحاته الغامضة لفلسفة واضحة ...فلقد قرأت كامل ما كتب
وأحببت ما كتب ....و
أعتقد أن الكثير يحبون شعره مثلي ...ولا أنسى أنه كان عضوا في المجلس التأسيسي ولعب دورا كبيرا في بث القيم الانسانية العالية ..وكان عضوا في حزب الشعب الذيى قاده بحب ونجاح الحاج محمد الابراهمي المغدور الذي اغتالته أيدي الكلاب المسعورة ترفض الفكر التقدمي والتنمية لهذا البلد واختارت السير في طريق الفساد والتحالف مع الفاسدين وسيثبت القضاء ما توقعته منهم بعد فترة كنت فيها هادئا ضدهم متصورا أنه بالإمكان أن يظهر فيهم مصلح يحب الله ولا يكذب عليه
...لكن تصوراتي ذهبت سدى لما رأيتهم كيف يتحالفون مع افسد ما عرفت تونس
هل أواصل
واقول لنفسي المتعبة :
كفى حزنا على جلسة ضاعت مني في قليبية
فاللعنة على المرض ...
...وشأشكوكم كلكم أيها الذين اجتمعتم دوني أشكوكم إلى قلبي الجميل ..وسيكون له معكم حسابات أخرى
..حزب الشعب
Comments