الى محمود أيضا
تتكاثرُ.. وسط الحدائقِ وتمتماتِ الآباء والبنين.. لا تحجبها إرادةٌ، وحين تضيق ذرعاً، تنتشلُ واحداً من أحبّائنا مِن أحضان الحياة. ..................... لا شيء مؤكّدا؛ الأجراس تكذب.. الطّيور تُصاب بالجنون.. والمراكبُ تخترقُ نشوةَ الماء.. تشبّ البنايات؛ لكن الأمراض سادرة في غيّها، واللصوصُ اللامعون ينشطون فيسرقونَ الحدائقَ في غفلةٍ مِنّا.. أتكون الكتابةُ ردعاً...؟؟ أم تكونُ الأمراضُ شهوةً يدّخرها الموتى ليومٍ آخرَ وأخير ؟! ................. لا الذّهبُ لا الدّمُ لا الأنهارُ بين الرّمال.. لا الأصدقاءُ لا النّباتُ لا الهبات... كلّها أقلّ ممّا يطمعُ به هذا الدّم الأخرس، كلها استدرجتْنا .. فخاب فألي، وعدتُ منها خالي الوفاض... ...................... إذا كانت الأمراضُ لها هذا الجبروت؛ لماذا .. لمْ نبنِ لها قباباً .. وكنائس ؟؟ لماذا ... لمْ نذبح النّجومَ ... والقرابينَ لها ؟؟ لماذا .. لمْ نُقِمْ دونها القلاع .. ... ونحصّن ديارَنا ضدّ جندها العتاة ...؟؟ ............................ فقدتُ ما يكفي لأنْ أؤمن بها، أشدّ ممّا أؤمن بالنّهر والنّهار !! ................. أقمتُ جسراً بعدها بين الليل والنّهار، ولم أنتمِ لأيّ منهما .. ..................... يا لهذه الزّهرة الذّليلة يا لأبي الذي اختطفَ الأعيادَ منّي، يا للنّفق الذي تفوحُ مِنه رائحة العظام... .................... مجداً لكِ.. أيّتُها الأمراضُ العالية ...!!
الشاعر العراقي التسعيني محمد تركي النصار
Comments