أنا ...هاته المرأة الثلاثينية....
العابثة....
أغتنم فرص الشقاء ...
دون إضافات سعيدة ...
أتخيل إن كان للريح نية ...
في تهويل الحريق في الغابات...
ثم أكف عن الوسوسة...
أنا لم أتفقد وجهي في المرآة
مذ عرفت أنها مخادعة...
أريد أن أرى حمرة في عيني...
أشعر بألم بغيض....
بينما انا شقية هكذا....
أضع قبعة رجالية...
و أحرص على حذق الشتائم ....
و أساليب البصق...
و أمتطي دراجة"السوزوكي"
التي سببت لي في خيبات عديدة....
بينما أنا هكذا أتذمر...
بعض النسوة يمزقن صوري....
و يكرهن حضوري الغريب....
يتفنن في النميمة و الباطل...
ينقدن مشيتي الحزينة المغرية....
و أحجام ملابسي الداخلية...
التي توحي بأنني عاهرة متحضرة....
بينما أنا هكذا ألعن المفردات ...
و أقذف الجمل العنيدة....
البعض تمقته حماقاتي في الشعر...
و ميوعتي اللذيذة...
قد يرهقون أعصابي بحقدهم الفظيع...
قد أشعر بالغثيان حتى ...
و أفتعل شجارا لحبيبي...
و ادق مساميرا في الحائط الابيض..البريء
لكنني أمر مهرولة...
ضاحكة....
لا تفارقني الهستيريا....
أقتني ولاعة صفراء و حمراء و زرقاء....
أشعل سجائر و لا أدخن....
أضع البيرة مع الثلج...
ولا أشربها....
أتعرى تماما....
و لا أمتهن الفجور....
لا يهمني ماذا سأكون في مابعد....
قد أدخل السجن ...
لأنني صفعت شرطيا...
كان يتغزل بكسي ...
دون أن يراه...
فقط لأنني لا امتلك بطاقة تعريف وطنية....
و أن إهانتي سهلة...كما موتي...
قد أكون عظيمة الشأن يوما....
إن حذقت جيدا صنيع البصاق و الشتم....
أما أنني أتحمل عناء أن اكون امرأة جيدة...
فهذا الأمر يرهق أكثر من العيش في تونس!
تونس...نقطتي السوداء...
التي لن اتراجع عن حبها يوما....
رغم انني اكره ان تبقى هكذا سوداء...
بلا تلوين و لا صيانة.....
انا هاته العابثة...
لن يقدر على فك شيفرتي الا الله...
و قد لا يفعل....
فلا جدوى من الثرثرة بشأني!
Comments